الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 | 10:47 ص

أحمد مراد متهم باقتباس فكرة "الست" عن رواية "حانة الست"..ما القصة؟

شارك الان

حالة واسعة من الجدل سادت في الأوساط الفنية والثقافية في الساعات الأخيرة بعد أن اتهم  الكاتب محمد بركة صناع فيلم "الست" باحتواءه على " أفكار ومشاهد وتقنيات سرد متطابقة" مع روايته "حانة الست" التي صدرت 2021 عن دار "أقلام عربية" بالقاهرة.

ونشر محمد بركة بيانا على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك" أوضح فيه أنه بعيدا عن التشابه في الإسم بين العملين، ذكر صناع الفيلم نصا أنه "يقدم الوجه الإنساني غير المألوف لدى الجمهور حول السيدة أم كلثوم" وهو ما يتطابق حرفيا مع توجه الرواية، سواء ما سبق إعلانه على لسانه في حوارات إعلامية عديدة، أو الذي تنطق به فصول النص، لاسيما العبارة الواردة على لسان أم كلثوم نفسها بشكل متخيل في صفحة 7 : " قل يا قومي آن الآوان أن نحبها بطريقة جديدة عبر اكتشاف إنسانيتها".

وأشار إلى أن صناع الفيلم ذكروا نصا أنه "يخاطب جيل الشباب بهدف تعريفه على أسطورة أم كلثوم" وهو ما يتطابق حرفيا مع هدف الرواية والذي ذُكر على لسان أم كلثوم نفسها، بشكل متخيل، في صفحة 8 حين قالت وهى تحرّض مؤلف الرواية على كتابة قصة حياتها بشكل جديد قائلة: "لقد تحولتُ إلى تمثال من شمع يقدسه الجميع، هرم من الكريستال ينتصب شامخا على البعد دون أن يجرؤ أحد على الاقتراب منه واختبار ملمسه. وبعد مرور كل هذه السنوات على رحيلي، جاء جيل مختلف، متمرد، لن يحبني إلا إذا رأى ضعفي وتحسس هشاشتي وعاين على الطبيعة إنسانيتي".

وأوضح أن الفيلم  يركز على  شعور أم كلثوم بالوحدة والفراغ رغم نجاحها الساحق كأشهر مطربة صنعت الفارق في تاريخ الموسيقى العربية، وهو ما تناولته "حانة الست" بالتفصيل، حيث ورد على سبيل المثال في صفحة 209 قولها نصا: " القمة باردة وموحشة، حكم بات ونافذ بالوحدة مدى الحياة، الناس تصبح رقما مخيفا في معادلة العيش، فهم التفاحة التي أشتهيها والأفعى التي أتجنب لدغتها".

ولفت إلى أن الرواية قدمت "القصة المحجوبة" لأم كلثوم من خلالها هى نفسها، فهى من تسرد الوقائع بضمير المتكلم على لسانها لتكشف نفسيا عن مناطق من القلق والاضطراب والتوتر، وهو ما يتضح على سبيل المثال في صفحة 8 من النص :"سأهبك خلاصة حكاياتي وعطر مواقفي، وقع قطرات الغضب والحرمان، الغيرة والانتقام، مضافا إليها لعبة الست. سأكون المؤلفة الحقيقية ويكفيك شرفا أن تكون يدي التي أكتب بها".

وأكد أن من يشاهد الفيلم يدرك بسهولة منذ الدقائق الأولى أن هذه هى نفس الاستراتيجية السردية التي اعتمد عليها الشريط السينمائي.

ومضى البيان ليؤكد أن  الفيلم يعتمد  أسلوبا سرديا لا يلتزم بترتيب الأحداث كما وقعت في الحقيقة، ويتحرك بحرية نسبية بين الماضي والحاضر، وهو ما سبق أن قدمته الرواية ونصت عليه حرفيا العبارة الافتتاحية المتخيلة لأم كلثوم، صفحة 9، وهى تخاطب المؤلف قائلة: "ستتحرك عبر الزمن  صعودا وهبوطا دون أدنى التزام بترتيب الأحداث".
 
وذكر الكاتب المصري أن الفيلم تطرق إلى توتر العلاقة بين أم كلثوم ووالدها الشيخ إبراهيم البلتاجي وكيف أن الأمور بينهما كان ساحة للمد والجزر، لاسيما بعد شهرة وثراء أم كلثوم وكيف أصبحت متمردة على سلطته من وجهة نظره،  وسبق أن أشارت بالتفصيل الرواية إلى هذه الحقيقة التي تواطأت المصادر التاريخية على حجبها.
 
وكشف عن أن الفيلم تطرق  أيضا إلى توتر علاقة ثومة مع شقيقها الأصغر خالد، فيما بدا للبعض شيئا غريبا ومفاجئا، في حين أن الرواية تناولت ذلك بالتفصيل في أكثر من موضع مختلف، بل إن "حانة الست" ذهبت إلى مدى أبعد  وأوضحت كيف كان يمارس نوعا من "الوصاية الذكورية" عليها.
 
وقال إن الفيلم تطرق إلى الأثر النفسي لإصابة أم كلثوم بمرض "جريفز" وتدهور الغدة الدرقية الذي أدى إلى جحوظ العينين ومن ثم ارتداء نظارة سوداء، فضلا عن فرط الحركة وهو ما تناولته الرواية بالتفصيل.

وتابع أن  الفيلم يقدم مساحة ملتبسة في علاقة أم كلثوم بالشاعر أحمد رامي والملحن محمد القصبجي، حيث وظفت بذكاء أنثوي مشاعرهما تجاهها كي يمنحانها أفضل الأعمال، دون أن تبادلهما أي عاطفة سوى التشجيع والمديح كي يستمرا في إفراز جواهر القصائد والموسيقى، وهو ما سبق أن عبرت عنه الرواية بقوة وجلاء للمرة الأولى .

ومن نقاط التطابق والتشابه أيضا، بحسب الكاتب محمد بركة، أن الفيلم إلى التفاوت الطبقي الذي شعرت به أم كلثوم حين حلت ضيفة على قصور وفيلات معارفها وأصدقاءها بعد الشهرة وهو أحد الجوانب النفسية الأساسية التي ركزت عليها الرواية.

وأضاف الروائي المصري أن الفيلم ألمح  إلى اضطراب وتناقض وتوجس أم كلثوم إزاء قيام ثورة يوليو 1952 في أيامها الأولى، وما هو كشفت عنه الرواية بشكل شديد الوضوح، لافتا إلى  كل ما سبق مجرد أمثلة سريعة فقط على حجم ومدى "التقاطع" بين الرواية والفيلم، لأن المقام لا يتسع لـ "الحصر الشامل" لذكر جميع النقاط.

وشدد بركة على أنه  يرفض أن يتخذ البعض من بيانه منصة للإساءة لصناع الفيلم أو التجريح فيهم أو تصفية أي حسابات قديمة معهم، فقد كان كل هدفه توضيح بعض النقاط الملتبسة ووضع الأمور في نصابها أمام الرأي العام، والحكم متروك في النهاية لمن قرأ الرواية ثم شاهد الفيلم، كما أنه متروك للتاريخ، على حد تعبيره.

استطلاع راى

هل تؤيد منع الأطفال والمراهقين دون سن الـ 16 من استخدام منصات التواصل الاجتماعي في مصر؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 5720 جنيهًا
سعر الدولار 47.51 جنيهًا
سعر الريال 12.67 جنيهًا
Slider Image